منطقة هامبشير الانكليزية تقدم مكاناً مناسباً ... للهروب من كل شيء الى عالم خيالي بديع فندق «فورسيزونز هامبشير» أحدث الفنادق العالمية فيها
اذا كنت تنشد الهدوء والراحة بعيداً عن ضجيج لندن وازدحامها خلال عطلة الصيف الحار هذا العام في بريطانيا فعليك بالتوجه الى منطقة هامبشير في جنوب انكلترا فهي من أجمل الاقاليم في أوروبا، وتتميز بالطابع الريفي الجميل والتراث التقليدي الانكليزي الذي ينقلك عبر التاريخ الى عصور قديمة مضت.
وعلى امتداد البصر تشاهد هناك القرى الصغيرة الوادعة والحقول والخضرة التي تبعث على الارتياح وتعطيك احساساً بالطمأنينة. وهامبشير قريبة من شاطئ البحر وتقع داخلها مدن ساحلية انكليزية عريقة مثل بورتسموث وساوثهامبتون أبحرت منها الأساطيل البحرية البريطانية أثناء عصر الامبراطورية الى مختلف مدن العالم.
وتتوافر في المنطقة القلاع التاريخية والمتاحف الحربية والبحرية وكذلك القصور التاريخية التي تتحدث عن الماضي التليد. وهناك ايضاً منطقة "الغابة الجديدة" New Forest التي تتميز بالسحر وجمال الطبيعة الأخاذة وهي منطقة شاسعة تضم غابات متنوعة. وكانت مصدر الهام ووحي للشعراء والروائيين البريطانيين مثل تشارلز ديكنز الذي ينحدر أصلاً من هذا الاقليم.
ولهذا كله فإن هامبشير لا تزال الواحة المفضلة للعائلات ورجال الأعمال الذين ينشدون أجواء هادئة، هروباً من صخب لندن. ومن المؤكد ان قضاءك فترة من عطلتك الصيفية في المنطقة سيكون بمثابة تجربة مختلفة ومميزة، أثناء زيارتك لبريطانيا هذا الصيف.
وعلى مسافة ساعة واحدة فقط من وسط لندن يمكن للسائح الغربي ان ينتقل الى هذا العالم المختلف والفريد في أجوائه. ومن أبرز المعالم الجديدة في المنطقة "فندق فورسيزونز هامبشير" الواقع داخل قرية حالمة تعرف باسم "دوغمسفيلد بارك" التي اكتسبت الآن شهرة عالمية بعد ارتباطها بالمنتجع.
ويقول مدير عام الفندق مايكل نيوكوم في تصريحات لـ "الحياة" انه يرحب على نحو خاص بالسائح العربي لكي يكتشف مدى الطابع المميز لهذا المنتجع في قلب الريف الانكليزي الذي يتمتع بشهرة عالمية خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط.
ويشير الى أن هامبشير تتميز ايضاً بالطابع الرومانسي الذي ابرزته قصص الروائيين البريطانيين مثل جين أوستن.
وكانت الضيعة التي اقيم عليها القصر الذي أصبح في ما بعد مقراً للفندق موجودة منذ القرون الوسطى. وتم بناء القصر في عام 1728 وله طابع تقليدي انكليزي في المعمار. واشترطت الهيئة البريطانية التي تشرف على التراث ورعاية هذه القصور القديمة ان يحافظ الفندق على الطابع الأصلي للمبنى مع السماح بادخال تعديلات طفيفة فقط لكي يتناسب مع أجواء الفندق الحديثة.
ومن أبرز ما يلفت نظرك لدى وصولك الى الفندق المناظر الطبيعية الخلابة التي تلفه والأراضي الزراعية الشاسعة والحديقة الكبيرة المحيطة بالمبنى والتي تبلغ مساحتها 500 هكتار. ويتميز الفندق ايضاً بأنه محاط بكمية ضخمة من الأشجار يبلغ عددها 38 ألف شجرة مزروعة في حديقة الفندق.
وكان العمل في الفندق بدأ في عام 2001 ولكن تم افتتاحه منذ 18 شهراً فقط وهو يضم 133 غرفة بما في ذلك 22 جناحاً فاخراً مطلاً على هذه المنطقة الريفية الواسعة. وهناك ايضاً مقر للمؤتمرات ومركز لرجال الأعمال الذين يفضلون عقد اجتماعات واسعة فيه بعيداً عن لندن. ويوجد جناح خاص لإقامة الشخصيات المهمة جداً.
ومن أبرز الملامح التي تجذب السائح الى الفندق توافر منتجع صحي كبير فيه كل أساليب العلاج بما في ذلك نادي رياضي وحوضا سباحة يبلغ طول أكبرهما عشرين متراً. وهناك ملاعب للتنس ويمكن ممارسة رياضة الركض أو المشي لساعات في الحديقة. وكذلك يمكن للزائر ان يستقل زورقاً خاصاً بالفندق ينقلك عبر قناة طبيعية تمتد لعشرات الأميال. وتتوافر ايضاً هواية ركوب الخيول وصيد الأسماك.
ويقول مدير عام الفندق ان هذا هو أول فندق لمجموعة فورسيزونز في الريف الانكليزي. ولا توجد في بريطانيا فنادق فاخرة كثيرة من هذا النوع حيث لا يزيد عددها عن أصابع اليد الواحدة.
ويقول مايكل نيوكوم ان المعادلة الصعبة التي كان من الضروري المحافظة عليها هي التوفيق بين السحر والجمال والطابع الريفي لمثل هذا المبنى التاريخي وبين المتطلبات الحديثة لضيوف الفندق.
ويوجد في الفندق مطعمان يركزان على الطابع الفرنسي والأوروبي مع توافر بعض الأطباق الشرقية التقليدية. ويعتبر مطعم "سيزونز" بؤرة اهتمام نزلاء الفندق بسبب الجودة الفائقة التي يفخر بها كبير الطهاة جامي جونز الذي اكتسب خبرة عالمية لنحو 21 عاماً عمل خلالها في فنادق المجموعة وغيرها في فرنسا والهند ومصر والماليديف وأخيراً في "فورسيزونز هامبشير".
وتقع بالقرب من الفندق وعلى مسافة 15 دقيقة فقط قرية "هارتلي وينتني" التي تشتهر بوجود متاجر عدة فيها متخصصة في بيع التحف الأثرية والأثاث الكلاسيكي وذلك بأسعار معقولة بالمقارنة مع لندن. وهناك قرية أوديهام التي تزخر بالأجواء التاريخية والمنازل العتيقة التي تنقلك الى عصور ضاربة في القدم والتراث المعماري الكلاسيكي.
وتشتهر هامبشير بتوافر أنواع نادرة من الخيول والغزلان والطيور البرية. ومن أبرز ما يميز الفندق الخدمة الفائقة على نحو تشعر به منذ اللحظة الأولى لوصولك ويعمل حوالي 300 موظف لتحقيق هذا الغرض. وقال مدير عام الفندق انه يرحب على نحو خاص بالعائلات والأطفال الصغار، وهناك مبنى خاص بهم يضم مختلف الألعاب وأدوات الترفيه، وتقدم كذلك أطعمة خاصة بالأطفال. واهتم الفندق بالزائر العربي فقد لا حظت وجود الصحف العربية اليومية التي تصدر في لندن في متجر الفندق الصغير.
ويمكن الوصول الى الفندق بسهولة بالسيارة أو عن طريق القطار في محطة "فليت"، ومن هناك تنقلك سيارة الأجرة لنحو عشر دقائق فقط الى الفندق الذي يبعد مسافة نصف ساعة فقط من مطار هيثرو الدولي. وهو مثالي لقضاء عطلات نهاية الاسبوع للسائح العربي ويبدأ سعر الغرفة من حوالي 255 جنيهاً ويرتفع الى 425 للجناح الخاص.